{الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}قوله تعالى: {الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ} مضى الكلام في فواتح السور و{تِلْكَ} في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي هذه تلك. ويقال: {تيك آيات الكتاب الحكيم} بدلا من تلك. والكتاب: القرآن. والحكيم: المحكم، أي لا خلل فيه ولا تناقض. وقيل ذو الحكمة وقيل الحاكم {هُدىً وَرَحْمَةً} بالنصب على الحال، مثل: {هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} [الأعراف: 73] وهذه قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم والكسائي. وقرأ حمزة: {هدى ورحمة} بالرفع، وهو من وجهين: أحدهما- على إضمار مبتدأ، لأنه أول آية. والآخر- أن يكون خبر {تِلْكَ}. والمحسن: الذي يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه.وقيل: هم المحسنون في الدين وهو الإسلام، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [النساء: 125] الآية. {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} في موضع الصفة، ويجوز الرفع على القطع بمعنى: هم الذين، والنصب بإضمار أعني. وقد مضى الكلام في هذه الآية والتي بعدها في البقرة وغيرها.